عاجل.. إقالة شوقي غريب بقرار تعسفي!
خبر ينتظره الملايين من عشاق المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، ويتمناه بعض النقاد الذين أطلوا بكلماتهم النارية عقب الهزيمة أمس من تونس وتذيل مصر للمجموعة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2015م بالمغرب، وهو الخبر المتعارف عليه بعد كل هزيمة من الهزائم في المباريات الحاسمة.. ولكن..
العديد من الجماهير تنقلب على المديرين الفنيين بشكل قوي للغاية، رغم أن هناك العديد من العوامل الهامة التي قد تجعله يتقهقر إلى الخلف، بعيداً عن الخطة وطريقة اللعب، ولكن يعد المدير الفني للمنتخب جزء أصيل فيها، ولا ننحيه جانباً عن المسئولية على الإطلاق..
العامل الأول:
غياب التوفيق عن اللاعبين، أو "اللاعبين مش في يومهم" وذلك أيضاً يعود لعدة أسباب أهمها عدم التوافق أو التجانس بين الجميع، وقلة التدريبات وغياب التجمعات، وعدم اللعب بشكل مستمر داخل الفريق الواحد، وعدم اكتفاء فترة المعسكر وما قبل المباراة.
العامل الثاني:
الأبعاد التراكمية، وهي النظر إلى ما حدث قبل ولايته لتحديد اللاعبين المقصرين عن عمد، والذين لا يرتقون إلى ارتداء قميص المنتخب لخوفهم الدائم على أٌقدامهم من الإصابة أو لتحذيرات قادمة من أنديتهم، بعدم الإنطلاقات القوية خوفاً من الإصابات أو لمراعاة مباراة هامة لديه في الدوري أو الكأس أو دوري الأبطال أو المشاركات الإقليمية وخلافه.
العامل الثالث:
غياب التحليل الفني الرقمي.. وهو تحليل الأداء أو تقييمه بالأرقام، وارشح الزميل العزيز والصديق د. عمرو عبيد للاستعانه به في المنتخب الوطني خلال الفترة الحالية من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح عبر تقديم "خط سير رقمي" لكل لاعب على حدا في فريقه، سواء كان محلياً أو أوروبياً، أو يحدد شوقي غريب القائمة ويرسلها له قبل الجميع، ليسلط الضوء على اللاعبين وبناء عليه يتم تقييم من يصلح ومن لا يصلح للانضمام، من سيساعده على تنفيذ الخطة، ومن دون المستوى، بعيداً عن مراقبة اللاعب بالفيديوهات التي قد يكون موفقاً في مباراة وغير موفق في أخرى..
العامل الرابع:
وضع اللاعبين المحترفين في القائمة الاولى للاختيار، وإن كان هؤلاء اللاعبين غير موفقين مع أنديتهم الخارجية، ولكن النظرة التي يرى بها المدير الفني للمنتخب بأن اللاعب الأوروبي أفضل لعطاءه الدائم في الملعب ولعدم توقف الدوري الذي يلعب له، مقارنة بالدوري المصري، وهو الأمر الخاطيء جملة وتفصيلاً، ادعو أن يكون الاختيار بناء على اللياقة البدنية والأداء الفني الراقي والقوي سواء كان اللاعب يلعب في أي من الدوريات المحلية أو الأوروبية.
العامل الخامس:
التخطيط البدني للأحمال، لا يجب أن يكون بالتساوي على كافة اللاعبين، فمن غير المنطقي أن يرتفع الحمل البدني في هذه الفترة على اللاعبين المحليين المنضمين إلى صفوف المنتخب، بالمثل مع الحمل البدني للاعبين الدوليين المنضمين للقائمة، فيجب أن يكون الحمل البدني وفقاً لدراسات علمية، كيف يزيد على لاعب معين، وكيف يقل على الآخر حتى لا يتسبب الزائد للاعب في إجهاد، كرة القدم لم تعد ماضية في طريق الـ"الهرج والتحركات العشوائية" ولكنها صناعة وعلم ودراسة وبها كافة الإمكانيات العلمية التي تؤهل المنتخبات فيها إلى المستويات المطلوبة.
ادعو الجماهير الغفيرة والنقاد الرياضيين إلى الوضع في اعتبارهم أن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مثل النادي الأهلي تماماً خلال هذه المرحلة، يعاني من الإحلال والتجديد وإدخال عناصر جديدة وشباب لم يكونوا متواجدين من قبل، ولم يحملوا المسئولية القومية على عاتقهم، وإن كانت هناك أخطاء في الناحية التدريبية لدى "الغريب شوقي" – كما وصفه الزميل أحمد سليمان – فهذا يعيبه عواراً آخر يتمثل في كافة العوامل السابقة التي شرحناها تفصيلاً..
إجمالاً.. وصلنا أو لم نصل إلى كأس الامم الإفريقية 2015م، العقاب قاسياً، على الجماهير المصرية، والدرس أشد قسوة على المدير الفني والجهاز المعاون، وعبرة لمن سيأتي بعد السير/ غريب ليكمل المسيرة، ولكننا نتمنى أن يكون القادم أفضل وتبقى الآمال معلقة على المواجهات القادمة، والآمال بعيدة المدى الخاصة بتضافر جهود الأندية والوقوف وراء المنتخب ودعمه باللاعبين.
محمد فـرج
للتواصل مع الكاتب
https://www.facebook.com/Farag.figo