يستقر كيانك حين يحبك أهلك! نظرية الحرمان ولعنة [أم رأسك] الشيب؟

عندما لا تجد ما لا تقوله فاصمت.. امسك لسانك.. لا تتحول إلى بغبغاء يردد كلمات تزعج الآخرين، أو تستشيطهم غضباً.. كن عف اللسان، فلا تعلم مصيرك غداً، لا اليوم، لا بل لا تعلم متى ستكون بعد ثانية واحدة من الآن.. اترك ريحاً طيباً يتذكرك به الجميع، ارثي نفسك كما يقول السلف من المثقفين، وكي تذكرك الناس بكل خير بعد الرحيل فالعمر لحظة، خاصة أنك رجل كبير اشتعل الرأس منك شيباً، ولم تعد مثل الذي يخطو لكتابة مجد شخصي أو احترف ليخفق ويظن أنه نجح ويعود مدرباً بلا فكر أو هوية أو تأثير، بل ولا يملك المقومات التي تجعله قدوة صالحة.

صداع فظيع في رأسي.. يااااااااه.. كلما سمعتك تتحدث بهذه الطريقة.. انت مرة أخرى، تتكلم في أي شيء، وكل شيء، تحاول إقحام المشاكل داخل ناديك، وكأنك تستورد عداء الجميع، هل هو الحب الذي يجعلك تقتل من يحاول النظر إلى القلعة التي بنيتها من درب الأموال الطائلة التي حصلت عليها، نظرية الحرمان تقول أنك تشتري كل شيء من أجل أن يراه الناس في يدك بعد سنوات عجاف من الجوع، ما قيمة المنصب، إذا لم يجعلك تكتسب وقاراً وحباً، وتكون مغناطيساً يشد من حولك إلى النجاح والحب الكبير..؟؟ انتظر الإجابة..

ولن أجدها ولو بعد حين لأنك لا تعرف لم تفعل هذا؟ ولا من حولك؟ أهو من أجل الكيان؟ لا اعتقد أنك لا تملك من الخبرة ما يؤهلك إلى هذا الأمر، عملك القديم شيء، والشهادات الكبيرة، والقانونية شيء آخر، فقد يكون قاضياً كبيراً لا غبار عليه، ولكنه لا يملك الشخصية القيادية حالة خروجه من "كاره" الوظيفي، عليك أن تتعظ، رغم أن سنك هو من الواجب عليه أن "يعظ" الصغار ولا يوقف المسيرة ويدعم العطاء، الشخصية القيادية سيدي تتمتع بالحكمة والهدوء وعدم الرد إلا في أضيق الظروف، أن تبتسم ولا تنفعل وقت الغضب وتسعى لأجل توحيد الجميع حولك هي الخبرة بأم عينها، هل تمتلكها .. ؟؟ انتظر الإجابة..

ولن أجدها، ولن أراها في عين جماهيرك الحزينة، هل فرحت الجماهير بالفوز الأخير؟؟ لا اتوقع، انهالت على رأسك أنت بالسخرية من تدخلك السابق في عمل الجهاز الفني، لم تترك بصمة حقيقية سوى الصفقات المتراكمة، التي لن تعرف أنها ستعيق الفريق مستقبلاً، وستصيب قطاع الناشئين بإحباط عدم التصعيد، ليصير جميع اللاعبين على درب "أحمد حسن كوكا" وتفر من النادي، ولكن النموذج سيتكرر ليصيب العشرات، وسنذكر هذه الكلمات مستقبلاً إذا كان في العمر بقية، ما شعورك عندما سخر منك رئيس نادي عربي شهير، وانتقد افعالك، بل وتماشت جماهيرك معه، كيداً فيك، هل هذا هو درب الكبار؟ من يخالف "حاقد، غيور، لا يفهم، غير مدرك، ..... " تدعو الأهلي أن يتعلم منك.. لن يحدث.. ولكنها الحالة الوحيدة الممكن حدوثها حال امتلاء دولاب البطولات الخاص بناديك كـ 30% من عدد بطولات الغريم التقليدي.. قل ما شئت وافعل ما شئت، ولكن تذكر تجاوزاتك سترد عليك، إن يكن في الدنيا، فأعمل للآخرة حتى يتذكرك الناس بالطيب..

محـمد فــرج

للتواصل مع الكاتب