ارحمــونا.. والعبـوا غيرها وأيها [الفذلوك] لا تكلمني!

لم يقدم الأهلي الأداء المعهود في مباراته أمام الاتحاد السكندري، وخسر بجدارة على الصعيد البدني والفني، ولم يرتقي جاريدو باللاعبين، أو يقدم مستوى فكري للنادي الأهلي، لم يكن وحده، ولكن الحلول الفردية للاعبين لم تقدم أي جديد طوال المباراة، ولم يستطيع قائده حسام غالي أن يقدم حلولاً أخرى، سوى الكرة العالية "المحفوظة" والتي لم تكفل له أي مكمن من الخطورة، نظراً لحفظها من الجماهير قبل اللاعبين والحارس داخل الملعب.

رفعت القبعة لجاريدو في المباراة الماضية أمام دجلة لمدة 25 دقيقة فقط، لينحدر الأداء وتعم الكارثة الفنية في الشوط الثاني من المباراة، وسط تغيرات خاطئة جملة وتفصيلاً بنزول السعيد إلى أرضية الميدان، والذي لم يكن أسلوب لعبه يتوافق مع الخطة، ولكن قدم اليوم أسوأ أداء، وأسوأ مباراة وأسوأ نتيجة في لقاءات الفريقين، لم يرتقى إلى فهم المباراة وإجراء أية احترازات لها سوى الاختراعات الجديدة التي لم تكن في محلها على الإطلاق، ظن جاريدو أن إبراز عضلات "الكتب" النظرية في الكتب التدريبية أو الطرق المتبعة على الصعيد الأوروبي سوف تلقى ظلالاً واسعة وتحسب له عندما يستخدمها في كل مباراة كنوع من الثقل الفكري الذي يحاول أن يفرضه على الأهلي، ويوصله إلى الجماهير، ولكن الأهلي ليس ذلك الفريق الذي كان يظنه!!.

كارلوس جاريدو لا تكلمني عن الأداء وبناء الفريق، بعدما ظهر بتشكيل غير منسجم على الإطلاق، ليحول الأهلي إلى حقل تجارب، كل مباراة لها شكل مختلف وأداء لا يسمح للجماهير أن ترضى عنه، اللاعبين كانوا يحاولوا ولكن لم يظهر من يقودهم داخل الملعب ويفرض فكره على المستطيل الأخضر، وعلى رأسهم حسام غالي الذي يجب عليه أن يتحمل الفوز والهزيمة، ولكنه اليوم لعب بفكر إنجليزي "عقيم" بعد رفع الكرات بالشكل الغير صحيح على الإطلاق من وسط الملعب، في ظل التكدس الدفاعي من الاتحاد، ووقوف عقلية عماد متعب وإفلاسه الشديد، وهروبه وراء لاعبي الاتحاد.

إذا استمر الإسباني في قيادة الأهلي خلال الفترة المقبلة وأبقت عليه الإدارة، بحجة عدم اكتمال التجربة نصابها، عليه أن يعي جيداً أنه "الأهلي" الذي يلعب باسم وتاريخ وعبق الكيان ودفعات الجماهير، وحب الناس في كافة أنحاء العالم، وأن يدرك أن الفريق ليس "لعبه" في يده، وأن الخطط لا تتغير بهذا الشكل السريع مهما كانت الظروف المحيطة بـ"الإصابات"، لأن هناك لاعبين شباب كانوا أجدر بالمشاركة منذ البداية ككريم بامبو ورمضان صبحي، ومحمد هاني، ولكن للأسف جاريدو أكثر لاعب يجيد تحضير "العفريت" ولا يعرف كيف يصرفه، وعندما يجد إخفاق الخطة كالعادة في أول الشوط، يحرق كروت التغيرات ويقوم بإنزال التشكيل "بدون فذلكة".

لم تظهر حماسة القميص الأحمر وسط اللاعبين، وهو الأمر الذي أذاق الجماهير مرارة فوق المرارة التي تعرض لها، فلا احمل جاريدو وحده الهزيمة، ولكنه كان البذرة الأولى السيئة التي جناها اللاعبين في الملعب، اقصد اللاعبين أصحاب الخبرات الذين لم يخرجوا عن "عقم" الفكر الخاص، لاسيما وليد سليمان أكثر اللاعبين جهوداً في الملعب من أًصحاب الخبرة.. الفترة الحالية صعبة للغاية، لأنها ما بعد الإحلال والتجديد، والتي تتطلب بخطى حثيثة معرفة كافة إمكانيات اللاعبين، وعدم الاعتماد على من الكبير أو الصغير، ولكن الاعتماد على "الراجل" في الملعب، مع توزيع المهام وعدم "فرم" تريزيجيه في الشوط الأول، ما يجعله عرضه للإجهاد في الشوط الثاني، ولكن موازنة الأمور عبر تثبيت أصحاب المجهود الوفير منذ البداية، "بامبو المغضوب عليه، صبحي، تريزيجيه"، وهاني تدريجياً في اللحظات الأخيرة إلى أن يشتد عضده مثل شباب الأهلي..

..حرة مباشرة..

ع المــرة قبل الحلوة معـــــــاه.. إنه الأهلي وسيظل دائماً البطل.. يمرض ولا يموت

محـمد فـــرج

للتواصل مع الكاتب

https://www.facebook.com/Farag.figo