رؤوس الموتى بين أقدامك أنت.. واجدع ما فيكم جابر!

حالة من الاستياء والإزدراء والاستهتار بالمشاعر تجلت ببشاعتها أمام ستاد الدفاع الجوي، لتخرج كمية من المرار الأسود الكامن في القلوب إثر الوفيات التي سقطت وتتزايد حتى الآن جراء الاشتباكات الزملكاوية مع الأمن، دون تنظيم أو أدنى طريقة للاعتراف بهؤلاء الجماهير الذين سلكوا طريقهم لمشاهدة المباراة.. من أين نبدأ ونحن لم ننتهي من صرخات ما حدث في ستاد بورسعيد.. من أين نبدأ.. وكيف نتحدث في ظل مضي الحال بنا من سيء إلى أسوأ... ؟؟!!!

سيخرج رئيس نادي الزمالك ليعلن أن من ماتوا بلطجية حاولوا الدخول بالقوة وأن ليس لهم هوية، ليتم إهدار دمهم، دون أدنى اعتراف بهم أو بكينونتهم في الحياة أو مشاهدة مباراة متعطشين لها مثل أية جماهير تركض خلف فريقها، ولكن المدرجات تحولت كالقبور ورؤوس الموتي بين أقدام اللاعبين الذين لم يتحرك لهم ساكناً سوى اللاعب الخلوق "عمر جابر" الذي قرر الانسحاب المباراة في لفتة طيبة تعكس شعوره بالمسئولية الاحساس الذي انعدم لدى الآخرين، ليقرر اللاعبين الآخرين الاستسلام والخنوع لصرخات مرتضى منصور ليصير الدوري والمصلحة الشخصية أهم من الجماهير التي لقت حتفها.

ارى أن المشهد بات ظلامياً، خاصة بعد التعتيم الإعلامي المتعمد من القنوات، وكأنهم أعين القاريء وصوته ولسانه بتوجيه بشع من المذيع المذعوم الذي لا يتحرك له ساكناً، فهل هذا هو العدل والإنصاف المتوقع من قبل الجماهير.. لا مطلقاً، ولكنه عدم وعي وإدراك لحجم المشاكل التي أصبحنا نمضي فيها كالدائرة المغلقة.. تحدث عن الحقيقة ولا تسكت فتصبح كـ"الحمار" الأعمى لا يدرك كيف يدري مالكه ولا يعرف أين يمضي وسط الطرقات، لماذا تصمت على الدماء، هل خوفاً من انقطاع السبوبة المليونية أم إنه توجه من جهات أخرى بعدم قول الحقيقية بدافع الشحن الجماهيري وخلافه من الأمور المتواترة التي يدعونها..

الخلاصة: هل الدم أصبح فيه اختلاف في وجهات النظر؟ هل تنقسم جماهير الزمالك بين مؤيد لسفك هذه الدماء وردود فعل المستشار "العادل جداً"، وبين ألتراس غاضب وجمهور من فصيل آخر تماماً يطالب بالعدالة التي كانت الشرارة الأولى لها الانسحاب أو تأجيل المباراة حتى لا يتم الرقص على جثث الشهداء بمثل هذه الفجاجة التي لا تعرف دين أو أخلاق أو إنسانية.

محـمد فــرج