حتى يجف نزيف النقاط .. 5 دروس مستفادة من عقبة الأهلي!
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016, 01:20 كتب : محـــمد فـــرج
رغم أداء النادي الأهلي الرائع على الصعيد الفني والبدني، وتعادله أمام الاتحاد السكندري، إلا أن ما حدث يمثل عقبة في مشوار البطل الذي يتطلع إلى الحفاظ في الدرع بالجزيرة، خاصة أنها المباراة الثانية التي يفتقد فيها الأهلي نقاط، بمجموع المبارتين 4 نقاط جملة واحدة قد تنقل البطولة من أقصى اليمين إلى نظيره يساراً!
وإذا نظرنا إلى إهدار ركلتي الجزاء فقط وتحدثنا عنهما دون أية عوالق أخرى في المباراة لن نكون منصفين وكأننا نرى الحياة بعين واحدة ولا قيمة للأخرى، التعادل الثاني على التوالي للأهلي في لقاء غريب وعجيب بكل ما تحمل الكلمة من معان يجب أن يستدعي وقفة ليس من خلال اللاعبين كما قال المدير الفني وحسب، ولكن عبر التعامل الفني مع المباريات بوقفه مع البدري نفسه لإعادة صياغة بعض الأمور الفنية والنفسية داخل الفريق الواحد..
وفي التعادل أمام السكندري بعض الدروس المتسفادة التي نسعى لوضع يدنا عليها من أجل تدارك أية أخطاء ولعادة ترتيب الأوراق قبل نزيف أكثر لنقاط لا غنى عنها..
1- صد الاجهاد
يمتلك لاعبو الأهلي الحاليين سرعة بديهة وترابط هائل ظهر في اللقاء، واستطاع عبدالله السعيد الإجادة في ظل ارتفاع لياقته البدنية والفنية بشكل يستحق الإشادة، ولكن الاجهاد لا دين له، يجبر اللاعب في بعض الأحيان إلى الوقوع ذهنياً في أبسط الأمور التي لم تعهدها عليه الجماهير من قبل سواء في ركلة جزاء أو تسديدة أو تحرك بالكرة من الخلف للأمام، والأمر نفسه لحسام غالي الذي يجب أن يكون بديلاً على مقاعد البدلاء لجولة أو اثنين واتاحة الفرصة لصالح جمعة للمشاركة، ولكن هذا الاحلال والتجديد البسيط يشترط التعامل بمشرط جراح دون الاخلال بعنصر الخبرة داخل الملعب، وهو الأمر نفسه الذي يجب أن يتخذ مع حسام عاشور بعد العودة السالمة.
2- حمى التهديف
يجب ألا نجعل الهدف المبكر خديعة، كما أن الضغط المتواصل والاستحواذ بالكرة وامتاع الجماهير على الطريقة الكتالونية التي ظهرت في الملعب شيء، وهز الشباك مرة واثنين وثلاثة في الشوط الواحد أمر لابد منه حتى يتمكن الفريق من تجربة أكثر من لاعب في الشوط الثاني ويأتي الاحلال والتجديد الحقيقي بالاستعانة بالخبرات أو العناصر الشابة وفقاً لمجريات اللقاء، وحتى لا يشكل الخصم ضغطاً عصبياً على اللاعبين إذا كان الفارق هدفاً واحداً، كما أن زيادة الأهداف في الشوط الأول بمثابة حصناً للأهداف القاتلة التي تأتي من الثغرات الدفاعية المميتة.
3- صالح جمعة
كلمة سر يجب حلها .. اسئلة كثيرة تدور في أذهان الجماهير عن اللاعب، تعمدت طرحها مؤخراً حتى لا يتم الانجراف وراء أية شائعات يتم ترديدها، وكانت الحقيقة بأن اللاعب يحاول الاجتهاد ولكن مجهوده البدني لم يعد على النحو الجيد قبل القدوم إلى صفوف الفريق الأحمر، ينقصه التأهيل الجيد والكامل والالتزام بالنظام الغذائي والتدريبات التأهيلية والأحمال الكاملة ليستطيع المشاركة في المباراة بشكل كامل، نظراً لامتلاكه موهبة فذة في التمرير الرائع والنظرة الثاقبة كالصقر في الملعب والتي تجعل المهاجم ينفرد بالمرمى بفضل كراته التي تمثل أيقونة إبداعية ولوحة فنية طاغية، اقترح أن يتم تأهيل اللاعب نظام اليوم الكامل بدون انقطاع في النادي حتى لا نترك له مجالاً للخطأ على صعيد النظام الغذائي أو البدني.. لأن النفس أمارة بالسوء.. !!
4- روح جوزيه
يتثاقل حسام البدري في إجراء التبديلات، ويعطي التشكيل الأساسي أكثر من حقه في الملعب، ورغم المحاولات الجيدة لجونيور أجاي وظهوره المميز في أولى المباريات التي اعلن فيها عن نفسه وتسجيله هدف، إلا أن العقم التهديفي وسوء الحظ والتوفيق يجب أن يكون له وقفه في المران، فضلاً عن إيجاد العديد من البدائل، وإبراز الجمل التكتيكية المرتبة ومحاولة الاستفادة من الأسرار التي عايشها مع الساحر مانويل جوزيه المدير الفني الأسطوري للفريق، واللعب بثنائيات تفض الاشتباك وتمكن اللاعبين من تكسير أية عوائق في الحظ أو الدفاع بل تجعلهم يدخلون الكرة بأنفسهم إلى الشباك بعد مراوغة الحارس..
5- الدفاع ثم الدفاع
الأخطاء الدفاعية القاتلة تكبد الفريق مجهود كبير، وتجعل اللاعبين يبحثون عن التعويض طيلة الوقت، خاصة بعد عدم حل أزمة ندرة التهديف في وقت مبكر للمباراة، الفريق يحتاج إلى تدعيم دفاعي فنياً، عن طريق غلق المساحات وتكوين ثنائيات تمثل ستارة أمام المهاجمين، والتركيز على اللاعب الأسرع لدى الخصم للعب عليه "واحد ضد واحد" أو اللعب بطريقة "الميكانو" أو "السلسلة الطولية" والتي لا تمكن مهاجمي الفريق أو خط الوسط من المرور نحو مرمى إكرامي لوجود أكثر من بديل إذا تساقط واحداً وتمت مراوغته يظهر الآخر للتغطية، ورغم أن أحمد أيوب برفقه سيد معوض لاعبا في الخط الخلفي، بالإضافة إلى رؤية البدري المفترض أن تكون متطورة، إلا أن الدفاعات لا يتم سدها على النحو الأمثل بما يليق بالشكل الذي يجعل الأهلي ينافس على البطولة بنجاح أو يسد الزحف القادم إفريقيا بدوري الأبطال.
حرة مباشرة
- غياب القناص عماد متعب ساهم بشكل كبير في عدم تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف محققة في الشباك لتصنع فارق النقاط لصالح الفريق، في ظل المستوى المتذبذب لعمرو جمال، وعدم استقرار حال جون انطوي وتغريد جونيور أجاي في الأمام وحيداً، منتظراً المدد من خط الوسط.
- معلول يسدد مع فريقه السابق ركلات جزاء بنجاح، نقطة لم يتم طرحها أو التطرق لها سوى بعد إهدار عبدالله السعيد ومؤمن زكريا ركلتي الجزاء، أين البدائل الأخرى ؟ وأين وجهة نظر المدرب وتعليماته من خارج الملعب، ارفض مبدأ تولية لاعب بعينه الانفراد لتسديد ركلات الجزاء، وأن تكون الدفة في يد المدير الفني لرؤيته من الخارج من الأهدأ والأصلح والأكثر تركيزاً على الاحراز، وحال اللاعب يختلف من شوط لآخر ليس من مباراة لأخرى فقط..
محـمد فــرج