عبقري وليس منحوس| كيف تخطى كوبر 14 محطة برؤية ثاقبة؟ وخدمة العمر بالجابون!
الأربعاء 04 يناير 2017, 15:09 كتب : شـــادي ألمــاظ
مدرب ساعدته العديد من العوامل والظروف، ذكي محظوظ، ساعدته بعض القرارات والمواقف بالفترة الماضية في العبور بالمنتخب الوطني من عنق الزجاجة والسير في الطريق والاتجاه الصحيح والنتائج دليل على ذلك.
وقف بجانب كوبر بعض المواقف خلال الفترة الماضية، ساهمت في تواجد المنتخب بكأس الأمم الأفريقية بعد الغياب عن النسخ الـ3 الماضية، وايضا تصدر المجموعة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم:
1-طلبة ينقذه من قتل المباراة:
كان وجود حمادة طلبة في المنتخب الوطني خلال تلك الفترة ومشاركته في التشكيل الأساسي، علامة استفهام كبيرة لو نتذكر، ولكن رد كوبر على الجميع بالكرة التي انقذها طلبة من على خط المرمى بفدائية وشجاعة ليمنع منتخب نيجيريا من قتل المباراة وتسجيل الهدف الثاني!.
2-هدف صلاح أمام نيجيريا في الوقت القاتل:
نجح الفراعنة في تسجيل هدف التعادل أمام منتخب نيجيريا في الوقت بدل الضائع عن طريق محمد صلاح، وذلك في الدقيقة 91، ليحافظ على فرصة الفراعنة بقوة في التأهل لتصفيات كأس الأمم الأفريقية، وهو ما تحقق بالفعل خلال لقاء برج العرب في الإسكندرية ونجاح رمضان صبحي في تسجيل هدف الفوز الوحيد!.
3- جاني سيكازوي:
في الثواني الأخيرة من عمر لقاء مصر ونيجيريا، نتذكر لقطة انفراد محمد صلاح بالمرمى، ولكن الحكم الزامبي "جاني سيكازوي" اطلق صافرة نهاية المباراة، ليحرم الفراعنة من تسجيل الهدف الثاني، ولكن ربما كان ذلك في مصلحة الكرة المصرية والدليل تصريح حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة المصرية.
حيث صرح قائلاً" رغم أن الحكم حرمنا من تسجيل الهدف الثاني، ولكننا كنا سنجد صعوبة في الخروج من الملعب في حالة تحقيق الفوز، وذلك بعد اقتحام الجماهير النيجيرية لملعب اللقاء ونزولها إلى أرض الملعب، فالتعادل منع الجماهير من الاعتداء على لاعبي المنتخب المصري خلال الخروج من أرض الملعب، فالقدر كان رحيما بنا".
4-تسديدة كليتشي:
بعد تسجيل رمضان صبحي لهدف الفوز، أمام نيجيريا، هدد كليتشي مرمى الشناوي بتسديدة خطيرة ومرعبة اصطدمت بالعارضة، لتنقذ الفراعنة من تعديل النتيجة وعودة نيجريا للقاء، وتحسم تأهل الفراعنة لبطولة كأس الأمم بعد غياب لسنوات طويلة!.
5-إعادة الحضري:
مغامرة كبيرة اتخذها الجهاز الفني الحالي بقيادة هيكتور كوبر، بعودة عصام الحضري للمشاركة في التشكيل الأساسي خلال تصفيات كأس العالم، خلال مباراتي الكونغو وغانا، وكان سيتعرض الجهاز الفني لهجوم إعلامي وجماهيري كاسح في حالة عدم ظهور الحضري بشكل مقنع، ولكن كوبر كسب الرهان بالفعل بعد إنقاذ الحضري لمرمى الفراعنة لأكثر من 8 أهداف محققة في المباراتين!.
6- الخروج الأفريقي المبكر للأهلي- وهزائم الزمالك القاسية:
رغم أن عناصر الأهلي والزمالك تعتبر هي القوام الأساسي للمنتخب الوطني، فنجح كوبر في التعامل مع معنويات عناصر الأهلي الدولية بشكل جيد بعد الخروج المبكر من بطولة دوري أبطال أفريقيا ورحيل مارتن يول، كما تعامل معنويا ايضا بشكل جيد في تأهيل عناصر الزمالك بعد الخسارة من الوداد بخماسية في المغرب، والخسارة من صن داونز بثلاثية في لقاء الذهاب.
7- الاستعانة بفتحي في التوقيت المناسب:
في مباراتي نيجيريا استعان كوبر بجهود عمر جابر في الجبهة اليمنى، وفي لقاء الكونغو في ضربة البداية بمجموعة المنتخب بالتصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال كأس العالم شارك ايضا جابر في الجبهة اليمنى.
وخلال لقاء غانا عدل كوبر من أفكاره واتخذ القرار المناسب، بمشاركة فتحي في الجبهة اليمنى، ليظهير العين الحمراء لكريستيان أتسو أخطر العناصر بصفوف غانا، وبالفعل تفوق فتحي في اللقاء وكان من أهم العناصر الدفاعية في اللقاء.
8- المغامرة باستبعاد "حسام غالي":
تحدي كوبر الإعلام في الفترة الماضية، واستبعد حسام غالي من صفوف المنتخب الوطني، وساعده في ذلك النتائج التي حققها المنتخب الوطني في تقليل نغمة المطالبة بوجود غالي في صفوف المنتخب!.
ويأتي استبعاد غالي، بالتزامن مع تقديم محمد النني لمستوى متواضع للغاية مع المنتخب الوطني لا يتناسب مع الفريق العملاق الذي يشارك معه، ولكن الظروف ايضا خدمت كوبر من خلال النتائج في التأكيد على قراراته ومواقفه!.
9- قرعة كأس الأمم الأفريقية تقدم خدمة العمر لكوبر.. دراسة "أوغندا"!
الحظ قدم خدمة العمر من وجهة نظري للأرجنتيني هيكتور كوبر، بعد وقوع منتخب أوغندا مع مصر في كأس الأمم الأفريقية، وهي فرصة كبيرة لكوبر وجهازه المعاون لدراسة المنافس عمليا ونظريا والتعرف على نقاط القوة والضعف بصفوفه، قبل أهم مباراتين في تاريخ الكرة المصرية أمام أوغندا ولكن هذه المرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 والتي يسير خلالها الفراعنة بخطى ثابتة ونتائج مميزة.
كما يستطيع كوبر وجهازه المعاون مشاهدة مباريات أوغندا من أرض الملعب للتعرف على المنافس ودراسته بشكل قوي، وليس التصريح الغريب والغير مقنع الذي قاله المدرب العام للمنتخب أسامه نبيه اليوم بأنه كان يتمنى مواجهة منتخبات للتعرف على مستويات جديدة!، فعلا العقل زينة!!.
10- تعادل غانا وأوغندا:
من ضمن النتائج الغريبة ايضا تعادل المنتخب الغاني على أرضه ووسط جماهيره في ضربة البداية أمام منتخب أوغندا، وجاءت هذه النتيجة بالفعل في مصلحة المنتخب الوطني الذي استغل الفرصة بجدارة وترجمها إلى 6 نقاط في مباراتي الكونغو وغانا!.
11- نضوج عبد الله السعيد:
نضج العقل المفكر عبد الله السعيد بشكل كبير جداً، في السنوات الماضية، وأصبح اللاعب بالفعل كلمة السر في تشكيل منتخب مصر، ومن أهم العناصر التي يعتمد عليها كوبر في تشكيلة.
عبد الله السعيد يذكرنا بالنجم أبو تريكة من خلال الأهداف الحاسمة وذلك ظهر خلال هدفه الثاني في لقاء الكونغو، وهدفه الثاني في لقاء غانا.
12- ظروف مباراة غانا:
ساعدتنا الظروف بشدة خلال مباراة غانا من خلال ضربة الجزاء التي منحت الأفضلية للفراعنة، ومن خلال الطريقة الدفاعية التي اعتمدنا عليها خلال الـ90 دقيقة، دون أن تهتز شباك الحضري رغم الفرص الكثيرة التي اتيحت للمنتخب الغاني.
13- غير مطالب بالفوز بكأس الأمم:
من النادر أن يأتي لمنتخب مصر مدرب أجنبي، ويكون هناك اقتناع كبير من الإعلام والجماهير بعدم محاسبته على نتائج منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية، فالجميع سوف يغفر له أي نتيجة سلبية، في ظل التركيز على الهدف الثاني وهو تحقيق حلم الجماهير المصرية في الوصول لكأس العالم في روسيا 2018.
14- كوبر يجد ضالته:
ساعدت مباريات الأهلي الأخيرة كوبر في ايجاد ضالته، حيث ظهر مروان محسن بشكل جيد في مركز المهاجم الصريح، وعلى الناحية الأخرى تألق محمود كهربا مع اتحاد جدة بالفترة الماضية كما من الممكن الاعتماد عليه في مركز المهاجم الصريح الذي سبب بعض الصداع للجهاز الفني بالفترة الماضية.
كلمة أخيرة: يلقب كوبر بالعبقري المنحوس ولكن الـ14 محطة التي تخطاها بالفترة الماضية، تؤكد أنه عبقري فقط وليس منحوس حتى الآن، واتوقع أن تخدمه الظروف كثير في كأس الأمم الأفريقية على الأقل للوصول للمربع الذهبي وهذا يعتبر انجاز للفراعنة في الوقت الحالي بعد الابتعاد عن المنافسات الأفريقية لفترة طويلة.
-