الإجابة على السؤال الأصعب .. كم لاعب قبطي في المنتخب ؟
الأربعاء 28 مارس 2018, 17:56 كتب : محـــمد فـــرج
طرح الكاتب أسامة غريب مقالاً بعنوان "عن اللاعب القبطي" في مدح وتأييد لمقال طارق الشناوي الناقد الفني على صدر صفحات "المصري اليوم"، والذي تحدث عن استبعاد اللاعبين الأقباط من تمثيل المنتخب الوطني ملقياً الضوء على ممارسات عفا عليها الدهر وشرب، وحل بديلاً لها المواطنة والتعايش مع الآخر، ومفاهيم المؤاخاه المنبثقة من تعاليم الإسلام الوسطي الذي يحرص الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والعلماء الأجلاء إلى تجديد غرسه في قلوب المصريين الذين يسعون إلى إخماد أي فتيل للفتن قبل أن تشتعل..
"كم لاعب قبطي في المنتخب".. رغم أن هذا السؤال لم ولن نعتاد إلى طرحه لأنه لا يرد إلا في أذهان الذين يبحثون عن التمييز، يجب أن نلقي الضوء على عدد من الأمور التي غابت عن الكاتب والناقد.. يمتلك المنتخب الوطني مدير فني أجنبي مسيحي لديه كافة الصلاحيات في استبعاد العديد من النجوم واختيار نجوم آخرين، وإذا تألق أحد اللاعبين في الداخل أو الخارج على الصعيد الفني لا يسأل هذا المدير الفني عن ديانة المتألق قبل أن يضمه إلى الصفوف، ولنا في هاني رمزي عبرة عندما كان قائداً لصفوف المنتخب الوطني بصفته أحد أبرز نجوم وأساطير الكرة المصرية في التسعينات وكان محنكاً رائعاً صامداً كالأسد يقود كافة اللاعبين في الصفوف كالفارس المغوار!
استاذ غريب.. لا اريد أن امرر هاني رمزي مرور الكرام في الحديث، ليس لأنه يدخل المسجد مع اللاعبين ويستمع إلى خطبة الجمعة ويصوم أيام التجمعات في المنتخب عندما تصادف شهر رمضان حفاظاً على المشاعر، ولا لأنه يسجد شكراً لله، ويقرأ فاتحة الكتاب في بداية المباراة، ولكن يجب أن تعرف أن الكابتن أنور سلامة تمسك بخدماته في صفوف الأهلي وذهب إلى بيته واقنع والده بأنه لاعب ينتظره مستقبل كبير، عندما ألقى بعض ضعاف النفوس في صدره مقوله "التمييز الطائفي" في الأهلي، بالإضافة إلى اعتراف رمزي نفسه بمحاولة بعض الجهلاء استغلال ديانته لإجباره على اللعب في الترسانة لموهبته الطاغية وإفساد انضمامه للأهلي بإطلاق الشائعات التي تشير إلى أن بطل القرن الإفريقي تتخلله الطائفية والعنصرية، وبلسان هاني: "لم يعرفوا إنني مسيحي في الأهلي إلا بعد فترة طويلة جداً، فالحديث عن العقيدة والديانات أمر غير مطروح في الأساس والكل يتعامل بمنطلق الدين لله دون تفرقه"..
يا سيدي الفاضل.. أشرف يوسف مدافع الزمالك، وناصر فاروق حارس غزل المحلة لم يعرف كثير من المشجعين أنهم يدينون بالمسيحية إلا بالمصادفة، وهذا إن يدل فيؤكد على حب واحترام الجماهير المصرية للموهبة دون النظر إلى الديانة على الإطلاق، لأنه إذا اتخذ الجميع نظرتكما والعزيز طارق الشناوي في الحكم على الأشياء كان من المنطقي استبعادهما من الأساس بدافع أننا مجتمع "طائفي" يطرد النجوم لمجرد المعتقد، هل تتذكر نجم الدراويش محسن عبدالمسيح؟ أم لاعب الشباب شادي السكندر عهدي لاعب دجلة والمشهور بتسجيله لأكثر من هدف في المباريات أم عماد فريد شوقي حارس طلائع الجيش المتألق.. ؟
لعل العنصرية والطائفية حاضرة بقوة في الدول الغربية واكتوى بنارها العديد من النجوم أصحاب البشرة السمراء بدون النظر إلى ديانتهم، وعلى الصعيد الآخر اقول عن ثقة أن جماهير الكرة المصرية لم تسأل عن خانة ديانة عدد كبير من النجوم قبل أن يحملوا لهم حب رهيب، ولنا ذكر العديد من الأمثلة المتمثلة في: "إيمانويل امونيكي" نجم الزمالك، والمعشوق جماهيرياً جون اوتاكا لاعب الاسماعيلي ؟ وأحمد فيليكس قبل أن يشهر إسلامه بم كان يدين وقت انضمامه للأهلي؟ هل تتذكرهم.. أم مايوكا لاعب الزمالك الذي نسى ديانته من الفرحة وكاد أن يحتفل بالسجود مع لاعبي الزمالك ؟ أم لعلك لا تعرف جون جميل لاعب النصر الذي قام بالتصليب ثم السجود معاً؟ الامثلة كثيرة يا أستاذ ومن يتألق من الأخوة الأقباط مع الأندية سوف يجد المنتخب يفتح مصراعيه لاحتضانه والاستفادة من خدماته في رفع اسم البلد عالياً في المحافل الدولية..
تحدث استاذ غريب عن الواسطة والمحسوبية والتفريق على أساس الدين في الانضمام إلى الأندية من الأساس، ما يقلل من فرص ظهور أقباط في المنتخب، وعلى أثره نتحدث عن ظهور لاعبين كثيرين اقتنصوا حباً من المشجعين الأقباط، هل ذهبت يوماً إلى الاستاد سيدي الفاضل ووجدت كم المشاعر الملتهبة بين الكبير والصغير والمجتمعة على حب الوطن بدون تفرقه سوف تدرك أن هذا الوطن وهذه اللعبة الشعبية الأشهر في تاريخ مصر لا تعرف التمييز ولم يطلها العنصرية أبداً لا قديماً أو حديثاً.. وإذا كنا نتحدث بمنطق لا زيف فيه، فلن نعتبر محاولات بعض المتطرفين من هنا أو هناك جانباً يستحق الإطالة في الذكر ولو بكلمة واحدة.. حتى في الصاق سليماني كوليبالي الهارب من الأهلي تهمة التمييز الطائفي ورحيله من مصر خوفاً على أبناؤه وزوجته، رد المحترفين الأجانب على اباطيله الكاذبة بعنفوان تحت شعار "مصر بلد الأديان"..
تحدث الكاتب عن مصطلح "دولة الكنيسة" الذي انبثق منه "دوري الكرازة" بعدما انعزل الشباب القبطي عن الانخراط في المجتمع وعن عالم كرة القدم، ولم يكلف نفسه بالبحث والتنقيب والذهاب إلى الملاعب الفرعية لنادي "وادي دجلة" الذي اسسه القبطي ماجد سامي والملاعب الفرعية، وعندها سوف يجد محمد ومينا وجرجس وأحمد يقفون خلف بعضهم البعض ويتنازعون على الكرة بحمية وشرف الانتماء إلى فرقهم، وعندما يسقط أحدهم أرضاً يهما بيد بعضهما البعض دون أي تفرقة، ولم يعرف أن وكلاء اللاعبين منتشرين في كل مكان يبحثون عن الموهبة الحقيقية لضمها إلى الأندية وبالتالي إلى المنتخبات حال التألق والإجادة، إذا قمت سيادتك بعمل مسح ميداني صغير سوف تجد آلاف النماذج التي تصب في إطار ما نقله لنا أحد الأصدقاء المقربين عن "ماجد" المسلم الذي يذهب إلى إحدى الكنائس ليشارك بكل حب في الدورات التي تنظمها الكنيسة ويجد حباً ودفئاً كالمتواجد بين أروقة الدورات الرمضانية التي تنظمها المساجد.. هل عرفت الإجابة الآن يا استاذنا الفاضل؟ أم تنتظر مزيداً من الشواهد ؟ نتطلع إلى ردكم إن كان لديكم رد.. تحياتي..
محـمد فـــرج
ناقشني عبر "فيس بوك"