8 عوامل سلبية أودت بنا إلى هاوية الجحيم!
الجمعة 29 يونيو 2018, 14:48 كتب : محـــمد فـــرج
ليست روح قميص المنتخب الوطني كلمة السر في الأداء المشرف الذي ظهر عليه لاعبي مصر، كرة القدم لا تعترف سوى بالفوز وتحقيق النقاط خاصة في الأدوار الأولى للمحفل العالمي للمونديال الذي يشارك فيه 32 فريق من المفترض أنهم الأفضل على الإطلاق.. لماذا عدنا من روسيا كما ذهبنا؟ عدة أسباب جوهرية في السطور القادمة نسعى من خلالها للاجابة الشافية عن السؤال الحائر..
أين الخطة؟
لم يستفد الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني من المباريات التي خاضها قبل انطلاق المونديال، ومع اكتشاف الأخطاء العديدة في المباريات لم يغير كوبر من وجهة نظره الفنية، وأصر على العناد في غلق المساحات على الخصم فقط واللعب على المرتدات، دون بناء الهجمة المنظمة، واللعب بشكل متوازن على الصعيدين الهجومي والدفاعي.. كوبر بحث عن الظهور المشرف فقط وترك الأمور تمضي في إطار الحظ وخدمة الآخرين بنتائجهم لنا، فاعتمدنا على خسارة أو تعادل المتواجدين في المجموعة والأداء المشرف في المباراة الأولى وعدم الطمع في الثانية والفوز في الثالثة للصعود المتواضع ولكنه لم يحدث!
مراوغة فنية
يراوغ كبار المديرين الفنيين في المباريات الكبرى بكأس العالم من حيث وضع أكثر من خطة أساسية وبديلة، ويقف المدير الفني على خط المرمى للتوجيه والارشاد والدعم والمساندة والاتفاق مع اللاعبين على إشارات معينة لتغير الخطة من حالة إلى أخرى حسب سير الأحداث، ولكن في واقعنا مع المنتخب الوطني لم يحدث ذلك، ولم يضع المدرب خطة واضحة المعالم سوى دفاع المنطقة الذي سيطر عليه منذ المباراة الأولى، وإذا كنا قدمنا أداء مشرف أمام اوروجواي وخسرنا بشرف إلا أنه كان من الضروري الطمع في اللقاء وإحراز الثلاث نقاط دون الارتكان إلى الخطوط الخلفية واللعب على نقطة واحدة!
مهاجم وحيد
عندما تعتمد على مهاجم وحيد فأنت مطالب بأن يكون "شرس"، ذي قوة بدنية طاغية كأنما يحارب جيشاً بمفرده ولا يملك سوى سلاح القوة الجسدية من أمثال اللاعبين السابقين بالمنتخب عمرو زكي وأحمد حسام "ميدو" ومجدي عبدالعاطي، وعمرو مرعي وغيرهم من أصحاب الأداء البدني القوي المصاحب بالجهد الوافر في الخط الأمامي، خاصة في عدم الاعتماد على صلاح بالمباراة الأولى أمام أوروجواي، فمنذ اليوم الأول لإعلان القائمة قمنا بالاعتراض على عدم اصطحاب أكثر من مهاجم متميز، ولكن عدم ثقة كوبر في المتواجدين ساهم في عدم اختيار مهاجم صريح يعاون مروان محسن أو يدعمه واتبع خطة "الشطرنج" بنزول نفس اللاعب في المركز ذاته.
قائد الملعب
منتخبات كثيرة لا يقودها مدربين كبار أو أصحاب صولات وجولات كبرى، ويكمّل هذا الضعف الحماس الذي يبثه القائد دائماً في الملعب ويوجه الجميع إلى الأداء المطلوب، ويكون الترموميتر الحقيقي داخل الملعب بالشد أو الجذب أو التوجيه والنصح واليقظة أو تهدئة الأجواء وتخفيف حدة الخصم في بعض الأوقات، والتحكم بسير اللقاء، ورغم احترامنا للاعب صاحب الأداء الرجولي أحمد فتحي إلا أنه لا توجد فيه صفات القيادة والتوجيه داخل الميدان، لأن هذه المهمة من أصحاب الشخصيات المشابهة لحسام غالي اللاعب صاحب الأداء البطولي والقيادي، والذي لا يتواجد مثله في المنتخب يجمع بين الخبرة والحنكة وتحميس اللاعبين والتحكم في مسيرة اللقاء منذ البداية وحتى النهاية.
أداء سلبي
العودة للخلف في التمرير أحد أهم الأمور التي تقوم بإهدار الوقت وتخفف من حدة الشراسة اللاعبين وتهد من عزيمة خط الهجوم المتواضع، وتجعل اللاعبين دائماً في حالة من الاخفاق وعدم الاستيقاظ داخل الملعب، حيث أن الهجمة المرتدة كانت خطيرة للغاية على اللاعبين نظراً لفارق اللياقة البدنية الواضح بين الطرفين.
ثبات انفعالي
لم يضع لاعبي الفراعنة في أذهانهم ما حدث أمام البرازيل في أفضل دقائق مرت على الكرة المصرية والمنتخب من تأخر بأكثر من هدف، والعودة خلال دقيقتين فقط بالمباراة والتقدم على السامبا البرازيلية بنفس الطريقة التي يلعبون بها، ولكن بمجرد أن وضع فتحي الكرة في شباك الشناوي وانهار أداء المنتخب الوطني بشدة وبلا رجعة.
استغلال خاطيء
استغل كوبر محمد صلاح في المباراة الثانية بشكل خاطيء جداً، فاعتمد على اللاعب داخل الصندوق وأمام منطقة الـ18 فلم يجمع بين الهداف وصانع الألعاب الذي اعتادت الجماهير عليه في هذه الرؤية لما يمتلكه من خبرة وسرعة ومهارة ذاق مرارتها كافة مدافعي العالم.
هرج وإحراج
خرج المسئولون في اتحاد الكرة والفنانين ليقوموا بالنفي القاطع للتواجد داخل الملعب من قبل الفنانين وأصحاب الشركة الراعية، ولكن ما ظهر من حفلات صور جماعية يعكس انعدام تركيز للاعبين داخل الملعب، خاصة في المباراة الثانية أمام روسيا، فما الداع لاستدعاء الفنانين من قبل الشركة الراعية داخل أرضية الميدان وقبيل ليلة المباراة.. الدعاية تكون دائماً على الشاشات وليس باستغلال الحدث العالمي بشكل مفرط ومبالغ فيه يصيب من في داخل وخارج الملعب بالاحباط والغضب.
تحليل: محـمد فـرج