فلنغلق دكان [كرة القدم] ونذهب إلى الجحيم!

الأحد 30 سبتمبر 2018, 18:43 كتب : محـــمد فـــرج

إذا كنت من الشخصيات العامة التي تحب الظهور والتواجد بشكل دائم مع ممثلي الهيئات الرياضية أو ترعى أحد مصالحها، أو دائم "التعرض" بشكل مباشر أو غير مباشر لها، فلا ننصحك بقراءة السطور المقبلة حتى لا نستفز مشاعر سيادتكم المرهفة، وإذا كنت تقف في الجهة الأخرى المقابلة وتتطلع إلى الدفاع الأعمى عمن تراهم كباراً في عالم كرة القدم وتنتظر الدعم الخارجي أو الداخلي من أجل انتصار شخص أخطأ فعليك أن تستشير طبيب نفسي لأن أعراض المرض الخطير قد تمتد إلى تآكل في ذاكرتك الكروية وتنخر في عظامك التشجيعية وقد تجعلك غير قادر على حمل علم مصر في المحافل الإفريقية أو الدولية بعد ذلك مع كل مشهد يمر على ذهنك تتذكر فيه دعمك الواهي لإحدى الشخصيات [الشتامة]!

 

 

ما معنى أن نخطأ ونجد من يدافع بشكل اندفاعي دون تطبيق لروح القانون؟ لقد ارتضيت أن تكون من الشخصيات العامة، وحينها أصبحت مسؤولاً عن قطاع كبير يمضي خلفك، فعليك أن تكون قدوة بأفعالك وتصرفاتك وألا تصبح مساراً للسخرية أو مادة للغوغاء على الفضائيات والوسائل المقرؤة أو المسموعة، هذا الرضا حاولت أن تمتلكه قديماً وحديثاً وتسعى إلى توريثه إلى الأحفاد أيضاً، إذا افترضنا أنه من حقك، فلن نفترض أن الآخرين من أصحاب المسئوليات العربية من حقهم الدفاع الأعمى والأهوج بتصريحات من شأنها تدعو إلى التدخل لتخفيف إحدى العقوبات التي سلطها لسانك عليك!

إذا تحولت كرة القدم إلى "دكان" يسيطر عليه أصحاب المليارات فعلينا أن نغلق فوراً الأندية والاستادات ولنذهب إلى الجحيم، ونطلب رسمياً الانضمام إلى القارة الأوروبية التي تقل فيها نسبة سيطرة رجال الأعمال على أحكام وأعراف القانون، إيماناً منها بأن المخطيء يستحق العقاب وتسري عليه الأحكام مثله مثل غيره، ولا يجد من يشفع له في الاتحاد العربي للعبة أو حتى الإفريقي، وإذا كنا نؤمن بأن لعبة كرة القدم لها أحكامها فعلينا أن نلعب بها ومن خلالها، لأن من يسعى الآن إلى تخفيف عقوبة أو إلغائها مهما كانت ولأسباب أخلاقية من سباب وقذف ونيل من الأعراض، قد يتجرأ مستقبلاً أن يلغي "أوفسايد" أو يطلب "حكماً معيناً" لأن يحكم لفريقه لأنه نسى الكروت الحمراء وأصيب بزهايمر عدم احتساب الكرة تسلل للفريق صاحب الأموال الطائلة..

بالتزامن مع عقوبة اللجنة الأوليمبية المصرية ضد المتطاول، يُجهز المجلس الأعلى للإعلام إيقافاً جديداً بحق الإعلامين ورؤساء الأندية الذين تطاولوا بألسنتهم على مسامع الشعب المصري في الفضائيات العامة، وذلك بالغرامة أو الإيقاف أو بإحدى هاتين العقوبتين وفقاً للمصادر المطلعة داخل المجلس، حيث تضم العديد من الشخصيات هذه المرة، وإذا تدخل الصديق السعودي لإزاحة الستار عن هذه العقوبة الإفريقية والدولية،  محاولات أخرى من الصديق السعودي إلى التدخل لإزاحة الستار عن هذه العقوبة.. تحت شعار "الخط الأحمر"، فإذا كانت هناك خطوط حمراء لا يتم السماح بتجاوزها من قبل المخالفين والمدافعين عنهم، فلماذا يوجد قانون من الأساس يحمي المنظومة والأشخاص من تطاول الألسنة والاعتداء على حقوقهم الخاصة؟

يستعد نادي الزمالك إلى الظهور غداً الإثنين بقرارات من شأنها الاعتراض والانسحاب والشجب والتنديد للعقوبات التي طالت رئيس الزمالك، دون أن يخرج رجل رشيد ويقول إن اللوم علينا نتحمله بشكل كامل، وفي كل شجاعة أدبية نقر بأن رئيسنا قد أخطأ بالتطاول على الأشخاص والمسئولين وعليه أن يتحمل المسئولية كاملة ونحن بصفتنا مجلس للادارة البيضاء لن نعترض بل نؤيد، ولكننا مازالنا نعيش في بلاد كرة القدم "المتأخرة" وعوالم ما بعد العالم الثالث على الصعيد الكروي، فإننا سوف نسمع وابل من الاعتراض المدجج والكلمات المفخخة التي تدين، ومستندات متناثرة تخرج هنا وهنا تتحدث عن تزوير ومؤامرة وإقحام لاسم الأهلي في أي جملة مفيدة أو غير مفيدة كما اعتدنا سابقاً.. عليه العوض..

محـمد فـرج

للتواصل

https://www.facebook.com/Farag.figo


تعليقات