ضبط النفس وعوامل هامة تحكم قبضة البطل على النجمة التاسعة
الأربعاء 07 نوفمبر 2018, 16:00 كتب : محـــمد فـــرج
لم يسدل الستار بعد على نهائي دوري أبطال إفريقيا، وحلم تتويج النادي الأهلي بطل مصر والقرن الإفريقي بالنجمة التاسعة في تاريخه الحافل بالإنجازات، يتبقى 90 دقيقة أخرى في رادس قد تجلب معها الخير وقد تلحق أمور خارجة عن نطاق السيطرة بالفريقين، نتمنى الأولى، وندعو ألا نذاق بمرارة الثانية.. ولعل ما يجعلنا نقول ذلك، خروج بعض الإعلاميين عن النص باستدعاء كلمات الشحن لجماهير تونس الشقيقة ضد النادي الأهلي واستخدام مصطلحات غريبة للغاية تدعو إلى العصبية والتطرف في التشجيع!!
اكتوت جماهير الكرة العربية بنيران العصبية المفرطة، ويعلم القاصي والدان أننا التهبنا بأشواكه في الحناجر، ولعل ضبط النفس من قبل الجانبين، المسئولين قبل الجماهير، سوف يعود بالظهور المشرف على الكرة العربية والإفريقية ويعكس للعالم النظرة الحضارية المنشودة، ندعو الأهلي والترجي إلى السلوك المتحضر والتعامل مع المباراة داخل الملعب وألا يتم محاسبة أبناء مصر على بعض ما يتردد من إدّعاءات بأخطاء تحكيمية لا علاقة لأحد بها.. بجانب ضبط النفس الذي يجب أن يسود على قمة الشقيقين هناك عوامل فنية يجب التنبيه عليها ليعود أبناء مصر بالبطولة التاسعة في تاريخ الأهلي..
عدم الاصطدام
من الطبيعي أن يسعى لاعبي الترجي منذ اللحظة الأولى إلى إخراج لاعبينا عن النص والسيطرة عبر بعث الأجواء على التوتر بعد شحنهم بالظلم التحكيمي من قبل محللين تونس، وبالتالي فعلينا أن نلتزم بالسلوك الطيب ولا ننجرف خلف المهاترات التي قد يختلقها بعض اللاعبين، ونترك الصافرة لقاضي الملعب مع المساعدين الآخرين، حيث على كارتيرون تأهيل اللاعبين نفسياً لمثل هذه الأمور خاصة حديثي العهد كي لا يقعوا في فخ الاعتراض المصاحب للكروت الصفراء والحمراء.
تعديل "الوفاق"
إذا اعتمد كارتيرون على طريقة اللعب نفسها التي خاض بها لقاء العودة أمام وفاق سطيف الجزائري سوف نعاقب بالخسارة الكبيرة – لا قدر الله – ولكن التوازن في الناحية الدفاعية وامتلاك خط الوسط سوف يجعل الفريق التونسي يتراجع نوعا ما عن الهجوم المتتالي في ظل غياب فرانك كوم والذاودي أبرز لاعبي الفريق للإيقاف، أما إذا ارتكن الفريق للدفاع المتواصل والتشتيت الدائم بدون الامتلاك الإيجابي للكرة، سوف ينعكس الأمر سلبياً على نسبة تركيز اللاعبين في بناء الهجمة والاستحواذ على خط الوسط.
الاستغلال الأمثل
يجب الاستغلال الأمثل للكرات داخل منطقة الجزاء، وعدم ترك الكرة تضيع هدراً والقيام بمجهود مضاعف لدى خط الوسط في حالتي الدفاع والهجوم، ودعم الهجوم من جانب اللاعبين الأكثر إقداماً على المرمى مثل عمرو السولية، سوف يجعل فرص الوصول إلى هز شباك الفريق التونسي أقرب للحدوث، خاصة إذا صاحب صلاح محسن المنعقدة عليه الآمال بعد غياب ازارو الحكمة في التصرف مع الكرة والحفاظ على نفسه من الإصابة وخشونة لاعبي الدفاع المتوقعة.
تقسيم المجهود
لعل الاندفاع الكبير من قبل لاعبي الترجي لتعويض ما فاتهم في لقاء الذهاب سوف يعود بالصالح على النادي الأهلي، من خلال تقسيم المجهود طوال المباراة على طريقة الزئبقي المخضرم محمد بركات الذي كان ينطلق بـ"اسبرنتات" حتى نهاية المباراة نتيجة تقسيم مجهوده والحفاظ عليه جيداً طوال الـ90 دقيقة، ما يجعل الفريق الأحمر يقتنص أهدافاً وقت هبوط الأداء البدني لدى الخصم بعد الضغط المنطقي والمتواصل من أصحاب الأرض وسط جماهيرهم.
الأصغر سناً
الأصغر سناً يكون الأوفر حظاً في المباريات النهائية، من الثوابت المؤكدة في عالم كرة القدم مؤخراً، وثبت نجاحها في كأس العالم ومع الأندية والمنتخبات الكبرى، ولعل الأهلي مضطراً إلى الاستعانة ببعض الوجوه الأحدث في الفريق، والذين سوف يكون لديهم الحمية الكاملة في الالتزام بالتعليمات والحفاظ على البطولة حتى الدقيقة الأخيرة بالتركيز الشديد ومحاولة استغلال الفرص إيجابياً.
إهدار الوقت
رغم أنها ليست عادة أهلاوية أو مصرية، وابتدعها لاعبي شمال إفريقيا، يجب أن نواجههم بالسلاح ذاته في الأوقات التي يشتد فيها عضد المنافس بدعم جماهيره في ستاد رادس، فإهدار الوقت الإيجابي من الأمور الصحية في عالم كرة القدم، خاصة في النهائيات المشابهة لهذه الحالة التي نتعرض لها حالياً، والتي تمتص حماس المنافس على أرضه، خاصة إذا لم يتمكن الأهلي لبعض العوامل الخارجة عن إرادته من إحراز هدف واحد على الأقل طوال المباراة، فالعبرة بالخواتيم في المباريات النهائية وليس شرف الأداء وحده من يقتنص بطولة.
محـمد فـرج
https://www.facebook.com/Farag.figo