.. وانضم العالمي للأهلي .. ألف مبروك وماذا بعد ؟!!
الاثنين 31 ديسمبر 2018, 17:04 كتب : محـــمد فـــرج
حالة من الصراعات الكثيرة خاضها النادي الأهلي من أجل ضم عناصر مميزة إلى الصفوف لأجل الاستفاقة من الحالة الرمادية التي عايشها خلال الفترة المؤخرة، إثر محاولات العودة مجدداً بعد انتكاسة الخروج من دوري أبطال إفريقيا، كثف الأهلي عبر جنوده الكبار البحث عن مهاجمين من الطراز الفريد لأجل استعادة رونق التهديف وهز الشباك بكثافة وعدم الإحراج أمام صغار الفرق المحلية أو الإفريقية.. ولكن..
اهتم الأهلي بالبناء الهجومي أكثر من الدفاعي، وجاء هذا الاهتمام على حساب خط الوسط الذي بات في غفلة من الزمان عن التركيز والانقضاض نحو بناء الهجمات والتوازن بين الدفاع والهجوم، ما ظهر الأمر باهتاً بشكل يثير الاندهاش على صلب ملعب الأهلي، وكأننا نشاهد فريقاً حديث العهد باللعب مع الكبار.
يندفع لاعبو الأهلي الصغار ويثيرون حماسة الخصم في الملعب، ولا يوجد المايسترو الذي يعزف من الداخل أو الخارج، وضع تحت "الداخل" ألف خط، فليس المطلوب أن يقوم اللاعبين باللعب على وتيرة واحدة هجومية طوال الوقت، فالمميزين من الشباب باتوا كثر، ينطلق الشيخ بلا سيطرة ويحتاج ناصر إلى كبح جماح، ويتطلب من هاني إعادة تدوير لنظرياته المعقدة التي يتبعها داخل الملعب في بعض الأحيان، وبات مطلوباً من المحارب أن يعرف متى يحارب ومتى يستكين في حربه الهجومية، ولكن، من الذي يضبط الإيقاع الداخلي، من يقود الأوركسترا التي سوف ينضم عليها ومحمود حيد ومحمد محمود وحسين الشحات "وشيك الانضمام"، وجيرالدو، سوف ينخرطون في دائرة مغلقة أيضاً إذا لم يتم إحكام القبضة بشكل صحيح ومؤكد على العناصر الجديدة والشابه بصورة تجعلهم ينطلقون داخل السرب دون أن يحيدون بعيداً عن المسار الصحيح وينطلق كل منهم في واد يهيم بعيداً عن الرغبة المرجوه..
لا شك أن المدير الفني الجديد سوف يقع على عاتقه مسئولية كبيرة في ضبط الرغبات والحماس المتواجد داخل الملعب، وعليه أن يقوم يرشد اللاعبين نحو تقسيم الوقت والجهد على النحو الأمثل الذي يساهم في خلق مناخ إيجابي في الهجمات ويجعلهم أكثر عطاء من ذي قبل، وأن يتم محو فترة حسام البدري المدير الفني الأسبق من الذاكرة تماماً وإعادة تدويرها بشخصية أكثر فاعلية، حيث أن رائحتها مازالت تفوح داخل بعض المراكز في الملعب.
أين الدفاع؟ ومن الذي يدافع عن الكرات قبل أن تدخل إلى حارس عرين الأهلي؟ ما المنتظر في مواسم سابقة لم يتواجد فيها خليفة الصخرة الحقيقي دون توزيع ألقاب زائفة على البديل ؟ من يستطيع أن يخلق حالة من التأهب بحماية الخط الخلفي للأهلي من المتواجدين حالياً؟ وما البدائل المطروحة؟ لم التأخير في دعم الخط الخلفي؟ اسئلة تدور في أذهان الجماهير.. في وقت أصبح فيه الحصول على نجم مميز من البديهيات وأحد الدعائم الرئيسية لاقتصاديات المؤسسات الرياضية سواء على المدى القريب أو البعيد.. انظر ماذا حدث في صفقة الشحات؟ وما العائد المادي من وراءه حالياً ؟ ماذا حدث في بيع إيفونا؟ وقدوم حجازي للأهلي ومن ثم رحيله إلى الخارج بملايين كثيرة ؟ لماذا لم يتم استثمار هذه الأموال في جهود بشرية تعود بالنفع على النادي على المدى القريب في اقتناص البطولات، والبعيد في الحصول أضعاف ما تم دفعه فيهم.. الانغلاق الفكري في المواسم السابقة بدعم خط الدفاع والاعتماد على أشباه النجوم أدى إلى الحالة المتردية التي مازلنا عليها حالياً.
حرة مباشرة..
- رغم أن النجم محمد يوسف قاد الأهلي قبل ذلك في بطولة إفريقيا بجدارة ونجاح، إلا أن الفترة الحالية كان أكثر فاعلية وأكثر رؤية وإدراكاً ووعياً وفكراً رائعاً في النهوض بالفريق من الظلمات إلى النور، فترة لن تنساها جماهير النادي الأهلي، مثلما تذكرت قبله قادة كبار عبروا بالمركب من الأزمات الكبيرة..
- يجب أن ينطلق خارج سرب الأهلي بعض اللاعبين الذين لا طائل منهم، حصلوا على الفرصة ولم يغتنموها، اهدروا معها مجهود فريق بالكامل، وأتلفوا جرائها أعصاب الملايين من الجماهير، يعرفون جيداً، كما يظهر "بابا نويل" على الثلوج، يجب أن يحلقوا بعيداً عن الأفق، أما الذين كانوا أصحاب مسئولية في فرضهم علينا داخل الملعب لن يرحمهم التاريخ، كما لم يرحم الآخرين الذين بخلوا بصفقات مؤثرة في المواسم السابقة جعلت الأندية تختلق من "القطة - جمل" يا كابتن عدلي!
محـمد فــرج
للتواصل:
https://www.facebook.com/Farag.figo