أتحدث هذة المرة عن ملف شائك وشبه معقد فى الرياضة المصرية اسمه "العداء المتصاعد بين الأهلاوية والاسماعلاوية"!، هذا العداء الشديد والغير مسبوق يزداد يوما بعد يوم بشكل رهيب وغير محسوس للكثيرين وخاصة الذين لا تتسع خيالاتهم الى تصور حدوث مجزرة ذات يوم بين المتعصبين من الطرفين يروح ضحيتها شباب فى عمر الزهور!، مؤكد ان العداء سيزداد مائة مرة بعدما فاز عواجيز الأهلى على شباب الاسماعيلى وحصلوا على لقب غالى بطعم المانجو يرى الاسماعلاوية أنه سرق منهم!، وللأسف عادة الانسان المصرى هى انه ينتظر حتى تقع الكارثة وتسيل الدماء وتطير الرؤوس حتى يفكر فى الحل!.
بصراحة شديدة ودون أى حرج أستطيع أن أقول انى كأهلاوى فقدت أى مشاعر ايجابية كنت أحملها فى الماضى للنادى الاسماعيلى!، وتبدو شدة التناقض واضحة فى كلامى حين أشير الى اننى لم أغضب فى حياتى بقدر ما غضبت بعد نهائى دورى أبطال أفريقيا عام 2003حين خسر الاسماعيلى المباراة النهائية أمام أنيمبا النيجيرى!، كنت أشجع الاسماعيلى كفريق مصرى يلعب باسم بلدى وكنت أتمنى من كل قلبى أن يهزم أنيمبا ويتوج ببطولة أفريقيا ولكن هذا لم يحدث وأذكر اننى أرسلت خطابا لمسئولى النادى الاسماعيلى وقتها لأحييهم على الأداء الرائع لفريقهم خلال مباريات البطولة، وطبعا هذا يتنافى تماما مع مبادىء المتعصبين الاسماعلاوية الذين يشجعون أى فريق من خارج مصر يلعب ضد الأهلى حتى لو كان من تل أبيب!، اذا ماذا حدث بين عام 2003 وعام 2009؟!، ماحدث هو أن هناك نظرية متخلفة ظهرت مؤخرا بين المتعصبين الاسماعلاوية تحمل اسم "ماهو حلال لنا حرام على غيرنا"!.
فما يحلله الأخوة المتعصبين الاسماعلاوية لأنفسهم يحرمونه على النادى الأهلى ببجاحة شديدة!، فالحكم الشهير "السىء" فتحى حكم محايد وفلة شمعة منورة طالما ظهر فى برنامج "اسماعلاوى" الذى تقدمة قناة مودرن الصفراء وطبعا تاريخ هذا الحكم مشرف جدا فى رأى الأخوة المتعصبين الاسماعلاوية فلن ينسى له أحد مباراة الأهلى واتحاد الشرطة التى ذبح فيها الأهلى على مرأى من مصر كلها دون أن يحاسبه أحد!، الحكم مدحت عبدالعزيز الذى ذبح الأهلى فى مباراة الأهلى وانبى جميل وحليوة طالما ذبح الأهلى مثل السىء فتحى وقد أشاد بهذين الحكمين برنامج "اسماعلاوى" بصورة مستفزة ولم يتذكروا لهما أى قرارات ظالمه للأهلى فالأهلى دائما وأبدا ليست لديه أى حقوق ضائعة لدى الحكام بل دائما عليه وعليه كثير!، طبعا لو كان أى حكم من الحاليين ظهر فى قناة الأهلى أو فى برنامج "أهلاوى" الذى تقدمه قناة مودرن الصفراء كانت القيامة ستقوم لدى الأخوة المتعصبين الاسماعلاوية وكانوا سيعلنون فورا قرار الحرمان عليه وعلى لجنة الحكام الحمراء المفترية فالشىء الذى يعتبر حلال لهم حرام وحرام جدا على أى فريق أخر وخاصة الأهلى!، الحكم المجرى الذى احتسب لهم هدفا غير صحيح من فاول واضح فى مباراة الاتصالات حكم أمور جميل وعسولة لكن الحكم الأسبانى الأهلاوى المجرم الذى لم يحتسب لهم هدفا غير صحيح أيضا من فاول حكم مرتشى ولابد من اعدامه فى ميدان عام!، فى المقابل حرموا على الأهلى أن يفوز على طلائع الجيش بهدف أبوتريكة الذى يرون انه جاء من فاول واضح!، طالما اعترضتم على احتساب هدف أبوتريكة الذى جاء من فاول كما تتوهمون لماذا تحللون لأنفسكم احتساب هدفى الاسماعيلى فى الاتصالات والأهلى من فاولات واضحة وتحرمون على الأهلى أن يحرز هدف بنفس الطريقة مع الأخذ فى اعتبار ان دفعة أبوتريكة بشهادة خبراء التحكيم لا تستحق أن تحتسب فاول من الأساس!، أيضا لم نسمع أيا منهم يتحدث عن الهدف المستحق لأبوتريكة فى المباراة الفاصلة والذى ألغاه الحكم الأسبانى بحجة التسلل!.
حلال للاسماعيلى التعاقد مع أبناء الأهلى بينما حرام على الأهلى وياويله وسواد ليله لو تجرأ وتعاقد مع لاعب سبق له أن مر بجوار سور النادى الاسماعيلى!، أحمد فتحى ابن بنها لعب فى بنها ثم الاسماعيلى ثم شيفلد الانجليزى ثم انتشرت شائعة انتقاله للزمالك فبارك المتعصبين الاسماعلاوية له على ذلك ثم انفجرت براكين الغضب لديهم حين غير فتحى وجهته للأهلى!، فجأه أصبح فتحى ابن الاسماعيلى الغلبان الذى اتفق رئيس الأهلى مع رئيس شيفلد الانجليزى " حسب خيالاتهم المريضة " على أن يتعاقد معه لمدة عام ينتقل بعده للأهلى!، نفس السيناريو حدث بين رئيس الأهلى ورئيسى أهلى جدة السعودى والعربى القطرى لضم بركات!، ونفس الشىء حدث مع كل اللاعبين الذين انتقلوا للأهلى وسبق لأى منهم اللعب للاسماعيلى فى يوم من الأيام مع الوضع فى الاعتبار ان ولا لاعب منهم يعتبر ابنا الاسماعيلى لكن على ما يبدو ان الاسماعلاوية من طيبتهم وكرم أخلاقهم يتبنون أى لاعب يلعب لهم ويحرمون هذا التبنى على الفرق الأخرى!، يضحكنى بعض المتعصبين الاسماعلاوية حين يقولون ان الأهلى لم يصنع نجومية بركات والشاطر والنحاس وغيرهم لكن الذى صنعها فى رأيهم هو الاسماعيلى!، بل ان الاسماعيلى هو الذى يصنع اللاعبين الذين ينضمون اليه من الأهلى!، قياسا لهذا الكلام الساذج يمكن أن نقول أن ابراهيم سعيد والحارس الهارب وأحمد سمير فرج ومحمد فضل وهانى سعيد لم يكونوا دوليين ولم يكن لهم تاريخ قبل انضمامهم للدراويش!، عجبى لهؤلاء الذين يكابرون فى كل شىء حتى ملت المكابرة منهم ويضحكون باستمرار على نفوسهم حتى ملت نفوسهم من كثرة الكذب والتضليل.
هذة الأفكار المريضة وغيرها كثير توارثتها الأجيال فى الاسماعيلية حتى أصبح الكثيرين منهم يرددها دون تفكير ودون فهم!، نعم هناك متعصبين كثيرين بين جماهير الأهلى والزمالك وكل أندية العالم لكنى أراهن بأن أكثر جماهير متعصبة فى العالم هى جماهير الاسماعيلى!.
حان الوقت لرأب الصدع وخلق نوع من الاحترام والحب بين جماهير الناديين، لابد للمحترمين من جماهير الأهلى والاسماعيلى وهم كثيرون والحمدلله أن يتدخلون بقوة للسيطرة على المجموعة المتعصبة التى تثير الاحتقان وتشعل الأجواء بلا داعى.
أتمنى أن يجتمع مجلس ادارة النادى الأهلى مع مجلس ادارة النادى الاسماعيلى وكبار وقواد جماهير الناديين سويا فى جلسة ودية لتصفية الأجواء بينهما، ولابد أن يكون لكبار الجماهير من الناديين دور كبير فى المباريات القادمة بينهما فى السيطرة على المتعصبين وكبح جماحهم، لابد أن يعلو صوت المحترمين والشرفاء على صوت المتعصبين والحاقدين والكارهين، لابد أيضا أن يرعى اتحاد الكرة كل عام مباراة ودية خيرية ولتكن أول مباراة بين الأهلى والاسماعيلى على أن يحصل أكثر جمهور منضبط من الفريقين على كأس جميل ومشرف اسمه "كأس الروح الرياضية".
دعونا كأهلاوية محترمين أن نحاول أن نحب الاسماعيلى على أن يجتهد الاسماعلاوية المحترمين لفعل نفس الشىء مع الأهلى، دعونا نقف بقوة ونتصدى بشراسة لمن يشعلون النار ويسكبون عليها البنزين باستمرار، أقول هذا الكلام قبل فوات الآوان وقبل أن تحدث كارثة ربما تفوق أضرارها كل الخيالات، دماء الضحايا ستكون ذنب كبير فى رقاب المشجعين المحترمين الذين اكتفوا بالفرجة على مايحدث وتركوا الساحة للمرضى والمتعصبين وفى رقاب بعض الاعلاميين الحاقدين الذين ساهموا فى زيادة نيران التعصب بأرائهم المتخلفة، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
………………..