تحتاج منظومة كرة القدم المصرية لبعض القرارات القوية، في الوقت الحالي على خلفية الانجاز الذي حققه المنتخب الوطني بالوصول للمباراة النهائية والخسارة من الكاميرون في الدقائق الأخيرة.
بالفعل ما تحقق انجاز لم يكن يتوقعه أحد بوصول الفراعنة للمباراة النهائية، والدليل على ذلك هو موعد مباراة السوبر الذي تم الاستقرار على اقامته يوم 10 فبراير أي بعد النهائي الأفريقي بـ5 أيام وذلك يعني أن اتحاد الكرة لم يكن يتوقع وصول مصر للأدوار النهائية من الأساس!.
كشفت مباريات جميع المنتخبات الأفريقية عن صدمة كبيرة من وجهة نظري، فهناك فارق كبير جداً وملحوظ في القدرات البدنية بين منتخبات القارة والأغلبية من عناصر المنتخب الوطني، قد يكون السبب الرئيسي هو كثرة العناصر المحترفة لهذه المنتخبات في الدوريات الأوروبية ومن ثم ترجمة هذه العناصر لهذا المستوى بعد مشاركتها مع منتخب بلادها ولكن أين نحن؟!.
للأسف أثرت الفوارق البدنية على المنتخب الوطني بشكل ملحوظ خلال البطولة، فطريقة اللعب التي يعتمد عليها كوبر وهي التأمين الدفاعي والاعتماد على المرتدات سببها الرئيسي هو قوة المنافسين وارتفاع المعدل البدني لديهم.
فالقارة الأفريقية تغيرت بالفعل وهناك فوارق واضحة في هذا الجانب، ولذلك يجب التعامل معه بالشكل المناسب، ولذلك أرى ضرورة وجود قرار رسمي من اتحاد الكرة باستعانة جميع الأندية بالدوري الممتاز بمدربين أحمال أجانب لتطوير هذا الجانب الذي يعتبر هو الأهم في كرة القدم الحديثة.
وجود مدربين أحمال أجانب في جميع الأندية سوف يطور من مستوى بطولة الدوري المصري بشكل عام ويجعلها أكثر قوة، بما سيخدم ذلك منتخب مصر في المقام الأول، وربما يقلل ذلك من حجم الإصابات العضلية التي اشتكت منها جميع الأندية بالفترة الماضية.
كما أن التطور البدني في الكرة الأفريقية، لم يقتصر فقط على المنتخبات، ولكن ظهر ايضا بشكل ملحوظ خلال مشاركة الأهلي والزمالك في بطولة أفريقيا خلال السنوات الماضية، من خلال مستوى صن داونز وأسيك أبيدجان وأورلاندو ومازيمبي.. حيث شعرنا جميعا بوجود تفوق كبير بين مستوى الأهلي والزمالك مثلا في الدوري عن المشاركة في البطولات الأفريقية حيث تراجعت الأداء والنتائج.
أم القرار الثاني .. مطالب اتحاد الكرة بالحديث مع كوبر لمطالبته بضم اللاعب الذي يشارك مع فريقه فقط وليس الاعتماد على عناصر لا تشارك بحجة قناعات من وجهة نظره.
حيث دفع منتخب مصر الثمن في المباراة النهائية بسبب عدم وجود دكة بدلاء قوية بسبب الإصابات، ولكن كان الوضع سيختلف اذا تواجد “أحمد جمعة مهاجم المصري على حساب أحمد دويدار الذي لا يشارك مع الزمالك بشكل أساسي ولكنه انضم للقائمة”، وكان الوضع سيختلف في مباراة الكاميرون اذا تواجد أحمد الشيخ أو صالح جمعة أو دونجا بدلا من إبراهيم صلاح!.
ولذلك وجود اللاعب الذي يشارك مع فريقه سيكون أفضل للمنتخب الوطني، بدلاً من اللاعب الذي لا يشارك مع فريقه من الأساس، طالما هناك عناصر تستحق الفرصة.
–