يخوض المنتخب المصري غدًا مباراة مصيرية مرتقبة "تحبس أنفاس جميع الشعب المصري" أمام منتخب تشاد في مباراة الإياب من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وكان الفراعنة خسروا بهدف دون رد في أرض المنافس، ولكن دعنا عزيزي القارئ ننسى مباراة الغد ولا نخوض في تفاصيلها لأن هذا لن يغير من الواقع في شئ، وكل ما يهم الجميع الأن هو كيف يصبح لمصر منتخبًا قويًا يستطيع المنافسة على المدى البعيد في البطولات والمحافل القارية والعالمية؟
قدرات استثنائية
من المفترض أن مصر تمتلك العديد من المواهب الفذة والرائعة والتي لديها قدرات فنية مذهلة، أشاد بها العديد من لاعبي كرة القدم العالميين منهم الظاهرة الكروية "تشافي هيرنانديز" نجم منتخب إسبانيا ولاعب برشلونة السابق، وأحد أفضل وأبرز من لعب في خط الوسط المدافع أو الارتكاز على مستوى العالم عندما تواجد بمصر في العام الماضي، حينها أثنى على مستوى اللاعبين المصريين، ولكن نظرًا لوجود مجموعة من المفاهيم الروتينية لدى بعض المسؤولين عن الرياضة المصرية، فإن هذه المواهب لا تلقى الدعم المناسب والقوي من الأندية واتحاد الكرة بمنحهم الحرية الكاملة في الاحتراف الخارجي، الذي يزيد بالتأكيد من قدراتهم وإمكانياتهم الفنية والبدنية والذهنية والفكرية، نظرًا لطريقة التدريب المثالي المختلف تمامًا عن النظام التدريبي في مصر بل إننا نفتقد إليه كليًا في وطننا العربي وخير دليل على ذلك محمد صلاح الذي ارتفع مستواه كثيرا بشكل لا يترك مجالًا للجدل.
خبرات تصنع الفارق
يعتمد منتخب مصر على لاعبين صغيرين السن ينتظرهم مستقبل باهر مع كرة القدم المصرية، إذا قاموا بالتركيز في الملعب واعتمدوا على الأداء الجماعي في المقام الأول، لأن الكرة لعبة جماعية يتخللها بعض الأداء الجمالي الفردي ونظرًا لأن خط الوسط هو سبب تفوق أى فريق كرويًا فلذلك نحتاج للاعبين قادرين على إيجاد حلول في الوقت المناسب وصناعة الفوارق في المواجهات الكبرى وعندهم إمكانية الاستحواذ على الكرة وخلق مساحات وخلق فرص يستطيع منها المهاجمين إحراز الأهداف، وأقصد بكلامي هنا عمرو وردة، ومحمود كهربا، وتريزيجيه، ورمضان صبحي، ومصطفي فتحي، ولكن ينقصهم الكثير من الخبرة الدولية والاحتكاكات المباشرة، والتي تكتسب عن طريق خوض مباريات قوية مع منتخبات يمتلكون طرق وأساليب هجومية ودفاعية مختلفة، مثل البرازيل وفرنسا والمكسيك وغيرهم العديد من الفرق الذهبية.
"شماعة الفشل"
هناك العديد من الأصوات المطالبة بضرورة الاعتماد على مدير فني وطني لتدريب المنتخب لأنه حسب ما يزعمون أو يعتقدون أنه أدري بألغاز وخفايا وخبايا اللاعب المصري وطبيعته الصعبة المختلفة عن اللاعب الأوروبي أو الأجنبي بصفة عامة، ولكنه مفهوم خاطئ لا أساس له لأن كرة القدم لعبة جماعية جمالية، يكتسب فيها كلٌ من الأخر ويٌكمل كل لاعب الناقص في زميله ويتناقل فيها اللاعبين خبراتهم فهناك من يحرز الأهداف ولكن بدون صناعة الهدف لن تكتمل الكرة، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة لماذا لا يحاول اللاعب المصري تغيير فكره بما يتوافق مع تطورات الكرة العالمية، والاستفادة من خبرات المدير الفني الأجنبي.. وإلى متى يظل مفهوم المدرب الوطني هو الأفضل؟
علاقة "المحلى" بقوة المنتخب
أخيرًا ارتفاع مستوى الفِرَق في البطولات المحلية من دوري وكأس عن طريق ضخ دماء جديدة وأعني هنا لاعبين صغيرين ومدربين شباب مثل أحمد حسام ميدو الذي يقدم أداء رائعًا ومبهرًا مع الإسماعلي خلال الأسبوعين الماضيين في الدوري الممتاز، وهنا تحديدًا يلح سؤال في رأسي "هل لو استمر الإسماعيلي على هذا المستوى في الدوري سيتم اختيار لاعبين من صفوفه للمشاركة مع مصر.. أم أن المنتخب أصبح إرثًا تنافسيا بين لاعبي الأهلي والزمالك فقط؟
وفي النهاية.. عزيزى القارئ لا تصاب بالدهشة أو الإحباط أو الكآبة إن خسرنا في مباراة الغد لأننا لم نعد أنفسنا الإعداد الجيد أو الكافي للتأهل لبطولة كبرى يتبارى بها 32 منتخب قوي من مختلف أنحاء العالم من أجل إحراز الكأس الأغلى على الإطلاق.. نعم نمتلك العديد من اللاعبين الرائعين ذوى القدرات الفنية الكبيرة ولكن ما زال أمام الكرة المصرية الكثير من أجل النهوض لمستوى يرتقى بمنافسة العظماء، شريطة تطبيق المعايير السابقة.
ناقشني عبر فيس بوك من هنا